تخيل هذا: تجد قطعة سترة مثيرة عند التصفح عبر الإنترنت. أنت قررت شرائه، وبدلاً من أن تكون قادرًا على رؤيته شخصيًا، يمكنك ارتداء هذه السترة بطريقة مختلفة: بطريقة ديجيتالية على صورة لك. هذا ما تقدمه الأزياء الرقمية أو الديجيتالية للمشترين. الملابس التي لا يمكنك لمسها أو تجربتها، ولكن ارتداؤها”ديجيتالياً” بدلاً من ذلك.
ما هي الموضة الديجيتالية؟
حقيقة أن صناعة الأزياء تعرقلت ديجيتالياً على طول سلسلة القيمة الخاصة بها ليست خبراً جديداً. أصبحت التطورات التكنولوجية بشكل متزايد جزءًا من صناعة الأزياء، على سبيل المثال، النماذج الأولية ثلاثية الأبعاد، وغرف التجهيزات البصرية وطباعة رمز الإستجابة السريعة. ومع ذلك، فإن الجديد هو الارتباط بالمنتج الفعلي. ظهر اتجاه جديد في العامين الماضيين، وهو استهلاك الموضة الديجيتالية.
لكن هل الموضة الديجيتالية مفهوم جديد تمامًا؟ حسنًا، إذا نظرت إلى صناعة الألعاب، يمكنك أن ترى أن الملابس الديجيتالية لعبت دائمًا دورًا كبيرًا في تجربة اللعبة. يربح صانعو الألعاب المشهورون مثل “Fortnite” الأموال من خلال تقديم “ملابس” للاعبين بأسعار تبدأ من ٥ دولارات. لا تؤدي عملية الشراء هذه إلى وصول الأشخاص إلى مستوى جديد أو منحهم المزيد من المتعة في اللعبة، ولكنها طريقة لجلب الاهتمام وطرق الارتباط بالأصدقاء والمنافسين. وفي حال لم تكن من محبي Fortnite، فكر فقط في مدى رغبتك في تزيين لعبة Sims الخاصة بك. استلهمت الماركات التجارية الفاخرة من هذا، مثل Moschino في عام ٢٠١٩، عندما تعاونت الماركة التجارية مع The Sims وأنشأت مجموعة مع إطلاق اللعبة في The Sims 4 و The Sims Mobile و The Sims FreePlay.
مثال آخر أكثر حداثة هو مجموعة Louis Vuitton x League of Legends.
الشركات الأخرى التي زادت الطلب على الأزياء الديجيتالية مثل دار الأزياء الهولندية الرقمية: The Fabricant. من خلال شعارهم “لا نضيع شيئًا من البيانات ولا نستغل سوى خيالنا”، فإنهم يصنعون أزياء ديجيتالية يمكن استخدامها والمتاجرة بها فقط في الواقع الافتراضي.
لماذا اكتسبت الموضة الديجيتالية شعبية؟
في مقال لـ CNBC Benny Giang، صرح مؤسس Dapper Labs:
“مزيج الموضة الديجيتالية التي يمكن للناس ارتداؤها هو الامتداد الطبيعي لمرشحات الوجه المتوفرة على السناب شت و الإنستغرام. إنها طريقة للناس للتعبير عن أنفسهم بطرق جديدة تمامًا “.
دخلت الموضة عالية التقنية من خيالات الخيال العلمي إلى حياتنا اليومية، مع جيل الألفية البارع في التكنولوجيا يطمس الخط الفاصل بين التكنولوجيا و صناعة الأزياء اليوم. لا يقتصر الأمر على الأحذية المطبوعة ثلاثية الأبعاد أو التسويق الرقمي، مثل تقديم شخصية مؤثرة افتراضية ليل ميكيلا. في الوقت الحاضر، ينشئ كل شخص تقريبًا هويته الخاصة عبر الإنترنت. تُعد الموضة الديجيتالية من الجيل Z طريقة رائعة للتعامل مع الماركات التجارية.
هل يمكن للأزياء الديجيتالية أن تحل محل الموضة التقليدية وحتى الموضة السريعة؟
يمكن للأزياء الديجيتالية أن تقدم حلاً أكثر صداقة للبيئة للطريقة التقليدية التي ننتج بها الملابس، وذلك ببساطة لأن الملابس غير الموجودة لا يمكن أن تكون مهدرة أيضًا وتؤثر سلبًا على عمال التصنيع ولا يمكن إرسالها في النهاية إلى مكب النفايات. ما يجعل الموضة الديجيتالية أيضًا جذابة للغاية بالنسبة لمعظم الناس هو أن هذه الملابس المصممة عادةً ما تكلف آلاف اليوروهات وعادة ما يتم ارتداؤها على وسائل التواصل الاجتماعي مرة واحدة بسبب تصميمها المميز. الآن يمكنك أن تعيش هذه الرغبة دون إضاعة المنسوجات والموارد القيمة.
أظهر هذا العام أيضًا ضرورة وجود تقنية افتراضية أو فقط- ديجيتالية، مثل أسبوع الموضة الأول فقط- ديجيتالي، والتي توفر طريقة أكثر أمانًا للمشاركة في هذه الأحداث مع استمرار سيطرة كوفيد ١٩ على حياتنا.
نتج عن بحث حديث أجراه Ordre أنه في المجموع، يساهم مشترو الأزياء والمصممين الذين يحضرون أسابيع الموضة في نيويورك ولندن وباريس وميلانو في انتاج ٢٤١٠٠٠ طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا. هذا عدا الأشخاص الآخرين الذين يحضرون مثل العارضات أو الصحافة.
تمامًا مثل التسويق الديجيتالي، تتطلب مشاهدة مقاطع الفيديو عبر الإنترنت والعروض الديجيتالية بنية تحتية ضخمة مستهلكة للطاقة على شكل شبكات ضخمة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، وكذلك يمكن للتقنية الكامنة وراء ضبط الملابس الرقمية الدخول على صورة الشخص. ومع ذلك، فإنه لا يمكن إنكار فوائدها الكبرى، وبالتالي من الممكن تغيير الطريقة التي نرى بها الموضة و نستخدمها في المستقبل.
Resources:
